الاطفال ومشاكل ضعف النظر
يعاني عدد ليس بقليل من الأطفال من مشكلة قصر النظر (Nearsightedness)، والتي تعني تشويش الرؤية وعدم وضوحها كلما ابتعد الطفل عن الشيء المراد رؤيته، مما يجعله يلجأ إلى تقليص الجفون بما يشبه إغماضهما شيئًا فشيئًا حتى تتضح الرؤية.
وفي الحقيقة؛ تشكل مشكلة قصر النظر عقبة في حياة الأطفال المصابين بها، وذلك لأنها تحرم الكثير منهم من القيام بالأنشطة والمهام اليومية التي يمارسها آخرون، حتى فيما يخص اللعب؛ فهو يعاني غالبًا من تشويش الرؤية لكل ما هو بعيد مما يجعله لا يتمتع بكامل الحرية في اختيار الطريقة الأمثل لقضاء وقته في اللعب والمرح كباقي الأطفال.
هذا بخلاف تأثير قصر النظر البالغ على التحصيل الدراسي للطفل؛ وذلك بسبب عدم وضوح الرؤية للوحات والسبورة والشاشات التعليمية البعيدة عن الطفل، مما يؤثر على قدرته على الاستيعاب والإدراك بسبب الخلل الحادث بين العامل السمعي والبصري والإدراكي، فما يسمعه الطالب ويدركه لا يتمكن من رؤيته، وهو ما يجعله يتأخر دراسيًا يومًا بعد يوم.
أهم الأعراض المصاحبة لقصر النظر عند الأطفال:
هناك عدد من الأعراض التي يشعر بها الطفل المصاب بقصر النظر؛ ومن أبرزها:
- صعوبة شديدة في رؤية كل ما هو بعيد، سواء في المدرسة أو شاشة التلفاز في المنزل وغيرهما.
- تراجع مستوى الطالب الدراسي والرياضي أيضًا.
- تقليص العين كلما أراد الطفل أن يرى شيئًا بعيد عنه، وكذلك حول العينين أثناء التحديق بشيء على بعد منه.
- اهتمام الطالب بتقريب الأشياء من عينيه مثل الكتب والأدوات الدراسية، وكذلك الجلوس بالقرب من التلفاز.
كل تلك الأعراض تُعد مؤشر قوي للأهل لكي يتخذوا خطوات جدية في العلاج، وذلك لكي لا تتفاقم المشكلة أكثر فأكثر ويصعب حلها، ومن أهم الخطوات الواجب اتخاذها في تلك الحالة؛ البحث عن مركز طبي موثوق به عدد من متخصصي هذا المجال والذين يعتمدون على أحدث الأجهزة والمعدات الطبية في الكشف عن قصر النظر لدى الأطفال، وذلك لأن إكتشاف قصر النظر عند الأطفال دون الثامنة يصعب على الكثيرين، لأن الأطفال أنفسهم خلال تلك المرحلة قد لا يستطيعون التعبير عما يشعرون به.
وفي ذلك الصدد يمكنكم اللجوء إلى مركز الاستشاريون التخصصي الذي يمنحكم فرصة للعلاج على أيدي مجموعة من أفضل الاستشاريين المتخصصين في علاج قصر النظر وغيره من مشكلات النظر.
أهم خطوات تشخيص قصر النظر عند الأطفال:
لكي يقوم الطبيب المعالج بتشخيص قصر النظر عند الأطفال؛ عليه أن يقوم بعدد من الخطوات وهي:
- الاستفسار عن مدى وجود تاريخ مرضي في العائلة لقصر النظر.
- عمل الفحوصات اللازمة لقياس حدة الرؤية ومعدل الانكسار.
- عمل فحص لضغط العينين.
- فحص قاع العين باستخدام المنظار.
وبذلك يمكن للطبيب اكتشاف وجود قصر النظر أو غيره من المشكلات التي تواجه الأطفال في الرؤية، وكلما كان اكتشاف الأمر مبكرًا كلما كان علاجه أسهل وأفضل.
كيفية التغلب على قصر النظر عند الأطفال:
لكي يتمكن الطفل الذي يشكو من قصر النظر من الرؤية بوضوح؛ يجب أن يتبع واحدة من ثلاث طرق، الأولى استخدام النظارات التقليدية والثانية هي العدسات اللاصقة وأخيرًا إجراء عملية جراحية متخصصة في علاج قصر النظر.
ولكن يلجأ الكثيرين إلى ارتداء النظارات الملائمة لقياس النظربدلًا من إجراء العمليات الجراحية أو العدسات اللاصقة خاصة للأطفال، وذلك لأنها تتمتع بدرجة عالية من الأمان.
وفي الكثير من الأحيان كان لذلك أثر واضح على ارتفاع مستوى تحصيل الطالب وقدرته على استيعاب المواد الدراسية بفضل تحسن الرؤية.
كيف يمكن السيطرة على مشكلة قصر النظر حتى لا تزداد سوءً؟
حقيقةً؛ قد تستمر مشكلة قصر النظر مع الطفل حتى يجتاز مرحلة المراهقة ويستقر قياس نظره، إلا أن هناك بعض الإجراءات التي من شأنها الحد من تفاقم قصر النظر؛ ومنها:
- ارتداء النظارات الطبية التي أشار بها الطبيب بعد إجراء الفحص الطبي بالمركز المختص.
- العمل على تجنب التعرض المستمر للشاشات والكتب وغيرهما، حيث أن هناك بعض الدراسات التي أثبتت أن كثرة التحديق بشيء ما عن قرب تزيد من قصر النظر وتشويش الرؤية وعدم وضوحها للأشياء البعيدة.
- إجراء الفحص الدوري للعين للاطمئنان على الحالة والتأكد من عدم تفاقمها، وذلك بالذهاب إلى مركز طبي احترافي لديه من التقنيات والمعدات ما يؤهله لعلاج مشاكل الرؤية والنظر بمثالية وفاعلية تامة.
وختامًا؛ أبناؤنا هم أعظم ما وهبنا الله في الحياة الدنيا، لذا وجب علينا رعايتهم بكل ما أوتينا من قوة، فبالرغم من تأثير قصر النظر على التحصيل الدراسي عند الأطفال إلا أن هناك الكثير من الإجراءات الوقائية والعلاجية التي لابد أن تتم في وقت مناسب لكي تؤتي ثمارها، ولذلك يُنصح باختيار أحد المراكز الطبية المتخصصة في علاج قصر النظر وباقي أمراض العيون لكي يتم علاجه والسيطرة عليه مبكرًا.
One Comment
زهره حسين زغفي
مركز ممتاز